لإعداد مشروع برنامج عملها، قامت الهيئة بإرساء استراتيجية مندمجة تحدد الرؤية والمنطلقات والمرجعيات والأهداف العامة، لتبلورها بعد ذلك في إطار مشاريع محددة ومضبوطة وذات وقع ملموس على قيام الهيئة بمهامها والاستجابة لمتطلبات الوقاية من الفساد ومكافحته.
في هذا الإطار، حددت الهيئة رؤية واضحة وطموحة، منبثقة من تشخيص عميق للفساد، وإرادة قوية لكسر حلقاته وتمظهراته كالتالي :
"إرساء دينامية وطنية قوية ومعبئة وذات مصداقية، ترتكز على التكامل المؤسساتي وتحقيق تغيير عميق ومستدام، يتسم بمنحى تراجعي لتفشي آفة الفساد بالمغرب، ويتبلور من خلال تحقيق نتائج ذات آثار ملموسة في الواقع اليومي للمواطن، بما يعزز ثقة وانخراط الجميع"
ومن أجل ذلك يتعين تعبئة كل الفاعلين المعنيين مع ضمان الالتزام القوي في إطار التكامل المؤسساتي والارتباط المتجانس في الأدوار والمسؤوليات.
وتجدر الإشارة إلى أن الهيئة أرفقت هذه الرؤية بأربعة أهداف عامة، سيمكن تتبعها وقياسها من تقدير التطور الفعلي لوضعية الفساد في المغرب.
وقد تم تحديد هذه الأهداف الأربعة على النحو التالي:
وتتميز هذه الأهداف بكونها عامة ومركبة كما أنها ناتجة عن مجموع السياسات العمومية ذات الصلة والمتخذة من لدن مختلف الفاعلين والجهات المعنية.
وعلى الرغم من عدم تحكم الهيئة بشكل كامل في نتائج وآثار هذه السياسات والإجراءات، فإنها تضطلع بدور هام في البنية المؤسسية الوطنية للنزاهة والوقاية ومكافحة الفساد، من خلال مهام وصلاحيات رئيسية، من ضمنها اقتراح التوجهات الاستراتيجية لسياسة الدولة في مجال مكافحة الفساد، وتنسيق وإشراف ومتابعة تنفيذ السياسات العمومية لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد وضمان الحكامة الجيدة.
ولقياس تحقيق هذه الأهداف العامة، تم تفصيل كل منها من خلال عدد من المؤشرات القابلة للقياس والمستمدة من الدراسات والاستقصاءات، بما في ذلك الدراسة الوطنية حول الفساد.
وبناء على ما سبق :
المؤشرات الرئيسية للشفافية والنزاهة والحكامة وانخفاض التعرض لأشكال الفساد المختلفة
معدلات إدراك انخفاض الفساد ونجاعة السياسات العمومية ذات الصلة
انخفاض قبول أشكال الفساد وارتفاع معدلات التبليغات والشكايات
مستوى جاذبية الاستثمار الأجنبي وزيادة الفاعلين الاقتصاديين الذين يساهمون في إنتاج الثروة
انطلاقا من رؤيتها وأهدافها العامة، أعدت الهيئة خطة عملها الاستراتيجية التي ترتكز على ستة محاور أساسية مترابطة فيما بينها، كما هو موضح في الرسم البياني الآتي:
وعلاوة على هذه المحاور الستة، حددت الهيئة محورين عرضانيين لدعم وظائفها ولتقوية قدراتها فيما يتعلق بمجالات تدخلاتها. ويتعلق الأمر :
بمحور عرضاني أول ذي الصلة بنظم المعلومات والابتكار والبحث والتطوير،
ومحور عرضاني ثان يهم التنظيم والإنجاز وبناء القدرات.
سنويا، تقوم الهيئة ببلورة برنامجها السنوي، انطلاقا من التقدم المحصل في تطبيق برنامجها العام، وبحسب تقييم أولويات المشاريع وآثارها المتوقعة وترابطها فيما بينها، وكذا بحسب التوفر على الموارد الضرورية لتنفيذها.
ويوضح المبيان أسفله المحددات العملية المعتمدة خلال عملية البرمجة السنوية للمشاريع:
وقد أسفرت هذه العملية بخصوص عام 2024، على بلورة محفظة مشاريع الهيئة برسم 2024، تتضمن 156 مشروعا، موزعة بين المحاور الثمانية على الشكل التالي:
تم إرساء المنهجية المعتمدة من لدن الهيئة لبلورة برنامج عملها العام ثم السنوي، انطلاقا من المحاور الإستراتيجية، ومرورا بالأهداف الإجرائية ووصولا إلى تحديد المشاريع، بطريقة تشاركية، أسهمت فيها كافة فرق الهيئة، بهدف تحقيق التملك الجماعي وتقوية الانخراط في المشاريع المستقبلية، مع ضمان استمرار الإنجازات والإنتاج وبناء وتقوية قدرات الهيئة.
ويمكن توضيح هذه المنهجية المعتمدة لهذا البناء، والمنطلقة من الرؤية ووصولا إلى المشاريع، على النحو التالي: