شاركت الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها ممثلة برئيسها السيد محمد بنعليلو، في أشغال الاجتماع الثاني للجنة التنفيذية، وفي أنشطة المؤتمر السنوي للشبكة الدولية لهيئات مكافحة الفساد (IAACA)، المنعقدين بالعاصمة القطرية الدوحة يومي 12 و13 دجنبر 2025، وهي شبكة دولية تضم 192 هيئة لمكافحة الفساد من مختلف دول العالم، وتشكل إطارا دوليا مرجعيا لتبادل التجارب وتعزيز التنسيق في مجالات الوقاية من الفساد ومكافحته. 

 

ودعا السيد رئيس الهيئة في مداخلته الموجهة للمؤتمرين، إلى تجديد مقاربات مكافحة الفساد بما يجعل المواطن في صلب منظومات النزاهة، معتبرا أن الاقتصار على القوانين والآليات والمؤشرات، رغم أهميتها، يظل غير كاف لتحقيق الأثر المنشود ما لم يُستكمل بإشراك فعلي وواع للمجتمع. وأكد رئيس الهيئة أن السياسات المتبعة ظلت، لسنوات طويلة، تخاطَب المواطن بوصفه متلقيا لنتائج التحقيقات والتقارير والمؤشرات، في حين أن الرهان اليوم يتمثل في تمكينه من الانتقال إلى موقع الفاعل القادر على المساءلة والتشخيص والاقتراح والمراقبة، والمساهمة في إنتاج الحلول المرتبطة بالوقاية من الفساد ومحاربته. 

 

وفي هذا السياق، اعتبر أن الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها اختارت مسارا استراتيجيا يقوم على تحويل ثقافة النزاهة من خطاب مؤسساتي إلى ممارسة اجتماعية حية، عبر إطلاق مسارات عمل ميداني متكاملة تُمكن المواطن من أن يصبح مساهما في الرصد، وحاملا لقيم النزاهة داخل محيطه، وشريكا فعليا في صياغة الحلول. وهي مسارات تفتح المجال أمام الشباب، والتلاميذ، والطلبة، والصحافيين، والفاعلين المدنيين والمثقفين، للمشاركة في بناء تصورات إصلاحية نابعة من الواقع ومتصلة بانشغالات المجتمع. 

 

وشدد رئيس الهيئة على أن هذه المقاربة تعكس نقلة جوهرية من منطق "الجمهور الذي ينتظر" إلى "المجتمع الذي يبادر"، مؤكدا أن الهيئة لا تكتفي بتوجيه بناء سياسات عمومية للنزاهة، بل تحمل رؤية تروم ترسيخ منظومة مجتمعية يكون فيها المواطن ركيزة أساسية في الوقاية من الفساد ومحاربته، يتحول فيها من متلق إلى فاعل، ومن شاهد محايد إلى شريك، ومن ضحية محتملة إلى قوة مجتمعية ضاغطة من أجل الشفافية والعدالة. واختتم مداخلته بالدعوة إلى فسح المجال أمام المواطن ليصنع أثره كاملا في دعم النزاهة، معتبرا أن القوانين والمنصات والتقارير، مهما بلغت أهميتها، لا يمكن أن تحقق التغيير العميق دون يقظة مجتمعية وشراكة حقيقية تجعل من النزاهة ممارسة يومية وسلوكا جماعيا. 

 

وتندرج مشاركة الهيئة في هذا الحدث الدولي في إطار التزام المملكة المغربية بدعم الجهود الدولية لمكافحة الفساد، وتعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف، والمساهمة الفاعلة في بلورة النقاشات الاستراتيجية والمبادرات المستقبلية داخل الشبكة الدولية لهيئات مكافحة الفساد، بما يخدم ترسيخ مبادئ النزاهة والشفافية على المستويين الإقليمي والدولي.

أحدث المستجدات

13/12/2025
  • مستجدات :

شاركت الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها ممثلة برئيسها السيد محمد بنعليلو، في أشغال الاجتماع الثاني للجنة التنفيذية، وفي أنشطة المؤتمر السنوي للشبكة الدولية لهيئات مكافحة الفساد (IAA…

09/12/2025
  • مستجدات :

السيد رئيس النيابة العامة؛السيد الوزير؛السيد رئيس المحكمة الدستورية؛ السيدة رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، السيد رئيس مجلس المنافسةالسيدات والسادة أعضاء المحكمة الدستورية؛السيدات والسادة …

05/12/2025
  • مستجدات :

علاقة ببلاغها السابق بتاريخ 15 أكتوبر 2025 بخصوص طلب العروض رقم 07/2025 المتعلق بإنجاز "خريطة مخاطر الفساد في قطاع الصحة"، فإن الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، وبعد إحاطة مجلس اله…